شبكة قدس الإخبارية

مهرجان جرش.. مسرح للرقص والغناء على جراح غزة 

photo_2024-07-18_17-13-49

فلسطين المحتلة - خاص شبكة قُدس: يصرّ القائمون على مهرجان جرش للثقافة والفنون، على إقامته، رغم الدعوات التي امتدت على مدار أسابيع ماضية تدعو لإلغائه بسبب الحرب الدامية والمدمرة على قطاع غزة التي ارتكبت وتواصل فيها قوات الاحتلال ارتكاب مجازر إبادة يومية.

المهرجان الذي من المتوقع أن يقام خلال الفترة ما بين 24 تموز الجاري و 3 آب المقبل؛ سيشهد عروضا راقصة عالمية ومحلية وأمسيات موسيقية ومسرحيات وعروض أوبرا وأمسيات غنائية.

أثار المهرجان حفيظة كثيرين، بسبب الإصرار على إقامته بالتزامن مع حرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة، وشلال الدماء المستمر منذ أكثر من تسعة أشهر، خاصة من قبل الأردنيين الذين عبروا عن رفضهم عقد المهرجان ومقاطعته بسبب عدم رغبتهم بتسجيل "نقطة سوداء في سجل عروبتهم وإسلامهم وكرامتهم"، بحسب ما يقولون.

وطالب نشطاء، أصحاب القرار في مهرجان جرش "بالتأدب في حضرة جراح الأهالي في فلسطين وغزة، لأن جراح أمتنا هي جراحنا، نقول لا مكان لمهرجان جرش بيننا، لا مكان له بيننا وغزة تنزف، ولن نكون مسرحاً للرقص على جراح الأمة".

وهذه الانتقادات التي طالت المهرجان، جاءت قبل أسابيع من موعد انعقاده، نظرًا لتزامنه مع استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، خاصة وأن الشارع الأردني شهد مظاهرات رافضة للجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين في غزة، والذي أبدى رفضه ومعارضته ومقاطعته لمهرجان جرش، بعد تصريح لوزيرة الثقافة الأردنية، هيفاء النجار، أكدت فيه أن مهرجان جرش سيقام هذا العام في موعده. 

 وبعد موجة غضب كتب فيها النشطاء الأردنيون من خلال وسميّ "تأجيل مهرجان جرش" و"إلغاء مهرجان جرش" و"قاطع مهرجان جرش"، تحولت إلى "لا لمهرجان جرش" بعد الإصرار على إقامته. 

ومن بين من دعو إلى إلغاء الدورة الحالية لمهرجان جرش، رابطة الكتاب الأردنيين ورابطة الفنانين التشكيليين، وذلك "تضامنًا مع أنفسنا وأخلاقنا ومبادئنا وقيمنا أولًا، ثم تضامنًا مع أهلنا الذين تتواصل إبادتهم، في غزة والضفة، بأبشع آلة دمار دولي متحالفة مع دولة العدوان والشر والإبادة، ومن دون أن يستطيع أحد في هذا العالم وقف تلك المذبحة المتواصلة".

وأكد نشطاء أردنيون، أنه "لن يخسر الشعب شيئًا بغياب المغنين، لكن ما يبقى هو الموقف الوطني والقومي الصلب والأخلاق والقيم ونصرة الأشقاء والنخوة التي عرفت بها بلادنا وشعبنا".

وقال نشطاء آخرون، إن "الرقص على دمنا ليس خيارًا وطنيًا أبدًا، وليس مكسبًا أبدًا".

ورغم الانتقادات، إلا أن نقابة الفنانين الأردنيين أيدت إقامة المهرجان، على أن يكون "بصبغة وطنية عروبية، يعكس مشروعنا النهضوي، وقيمنا الأصيلة، ووقوفنا إلى جانب أشقائنا الفلسطينيين في معاناتهم”، في محاولة لربط المهرجان بفلسطين وغزة لوقف موجة الغضب التي فشلت فيها النقابة ومن يؤيدها.

وفي السياق ذاته؛ أعلن رئيس بلدية جرش، أن حضور جميع فعاليات مهرجان جرش للثقافة والفنون سيكون مجانيا هذا العام، مع إمكانية شراء تذكرة لقاء مبلغ رمزي يُدفع اختياريا ليذهب دعما لقطاع غزة. وفي إعلانه المذكور، احتوت كل جملة على "قطاع غزة" والتأكيد على أن المهرجان لن يشهد مظاهر احتفال، رغم حضور فنانين محليين وعالميين، وكذلك حضور شخصيات سبق وأن اتهمت بالتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.

ويأتي هذا الإصرار على عقد المهرجان لما يمثله من أهمية سياحية واقتصادية ويلعب دوراً كبيراً في تنشيط الحركة الاقتصادية والسياحية في الأردن بشكل عام.

يذكر، أن المهرجان سبق أن توقف لعدة سنوات منذ 1982 بسبب اجتياح بيروت، وصار بديلا له مهرجان الأردن، قبل أن يعود منتظما.

وفي سياق ذي صلة؛ اعتذر الشاعر الأردني حسين جلعاد عن المشاركة من مهرجان جرش، احتجاجاً على دعوة وجهت إلى الشاعر السوري- الفرنسي "أدونيس" الذي وصفه بأنه أحد رموز "التطبيع والشعوبية والطائفية"، والذي كان قد طرد من اتحاد الكتاب العرب عام 1995 لشبهة التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي في إسبانيا آنذاك، وأكد: أنا في حداد، والهواء بطعم الرماد".

#غزة #قطاع غزة #الأردن #الاحتلال_الإسرائيلي #مجازر #إبادة #مهرجان_جرش #جرش